INTERNATIONAL COUNCIL
SUPPORTING FAIR TRIAL and
HUMAN RIGHTS

Registration No. : 2795

Follow us

  • rss
  • twitter
  • facebook
  • youtube
  • instagram

اغتيال الشيعة في باكستان

راجة ناصر عباس

الأمين العام لحزب "مجلس وحدة المسلمين" العلامة راجه ناصر عباس الجعفري

الشيعة يحتجون ضد الظلم والاستبداد والقمع الممنهج منذ أسبوعين في باكستان، وقد أضرب الأمين العام لحزب "مجلس وحدة المسلمين" العلامة راجه ناصر عباس الجعفري عن الطعام احتجاجاً على اغتيال المواطنين الشيعة في باكستان.

وعلماً أن باكستان دولة إسلامية كبيرة تقع في جنوبي آسيا يبلغ عدد سكانها حوالي 200 مليون نسمة، وعدد الشيعة حوالي 50 مليون نسمة، وتعرف باكستان بجيشها ومعداتها العسكرية وأسلحتها النووية. واستقلت عن الهند عام 1947م على أيدي زعماء الشيعة وعلمائهم، ومن بينهم القائد الأعظم محمد على جناح الذي كان رئيساً لهم في هذا الاستقلال.

كانت باكستان بلداً آمناً منذ استقلالها إلى أن تدخلت السعودية في شؤونها الداخلية، وذلك منذ حوالي أربعين عاماً في الثمانينات، وأخذت تؤسس الجامعات والمؤسسات الدينية الأخرى وازداد تدخلها بعد الحرب الدامية بين العراق وإيران، ومن ثم تم تشكيل الجماعات المسلحة في باكستان بالتعاون مع بعض القوات الداخلية فأخذت تنتشر هذه الجماعات المسلحة في عدة مدن بأسماء شتى، كالجيش الطيبة، ولشكر جنكوي، وطالبان باكستان، ولشكر الصحابة، التي أخذت تغتال المواطن الشيعي في مختلف أنحاء البلد حتى مدت يدها الظالمة إلى القائد الكبير الشهيد العلامة السيد عارف حسين الحسيني في بيشاور واغتالته جوراً، ولم تتوقف هذه الاغتيالات إلى يومنا هذا.

لقد تم اغتيال أكثر من عشرة أشخاص من أبناء الشيعة في مدن عديدة من باكستان على أيدي هؤلاء التكفيريين، وكان من بين القتلى المهندسون والأساتذة والمحامون والنشطاء السياسيون (كالناشط الحقوقي محمد ذكي في كراتشي)، واشتد غضب المواطن الشيعي بعد مقتل هؤلاء فأعلن الأمين العام لمجلس وحدة المسلمين في باكستان (حزب ديني سياسي للشيعة) العلامة راجه ناصر عباس الجعفري الاعتصام والإضراب عن الطعام منذ عشرة أيام أمام نقابة الصحفيين في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وذلك احتجاجاً على سياسة الاغتيال والقمع، وانتشرت الاحتجاجات في معظم مدن باكستان تأييداً له.

وطالب الأمين العام لمجلس وحدة المسلمين من الحكومة - أثناء خطبته في صلاة الجمعة في العاصمة اسلام آباد أمام نقابة الصحفيين - أن تلقي القبض الفوري على المجرمين القتلة بأسرع وقت ممكن، وأن تتخذ قراراً حاسماً ضدهم، كما أعلن عن موقفه الحاسم قائلاً: نحن مستمرون في الاعتصام والإضراب عن الطعام إلى أن تتحق العدالة والأهداف المشروعة مهما كلف الأمر، و أذا توفيتُ هنا سيحل أبنائي وأصدقائي محلي.

وقد دخل الإضراب في يومه العاشر تحت صمت حكومي، وتزور الأحزاب السياسية والدينية ووفود المحامين والنشطاء الحقوقيين محل إقامة سماحته، وتعلن عن تضامنها معه، ولاسيما الحزب السني "سني اتحاد كونسل" بقيادة أمينه العام صاحب زاده حامد رضا الذي زار سماحته في خيمته في اليوم الثاني من الإضراب، وأعلن عن تضامنه حتى تحقيق الأهداف.

وقد دعا الأمين العام للمجلس إلى إقامة صلاة جمعة موحدة في العاصمة أمام نقابة الصحفيين، فلبى العلماء والشعب دعوته وأقيمت صلاة جمعة موحدة سمي هذا اليوم بـ "جمعة المستضعفين"، وطالب فيها من الحكومة ملاحقة المجرمين القتلة واسترجاع الأراضي المأخوذة عنوة من قبل السلطات الحكومية إلى أهلها كما طالب من قائد القوات المسلحة الجنرال راحيل شريف تصفية صفوف الجيش من المتعاونين الخونة مع المجرمين؛ لأنه قد صدرت أوامر من قبل بعض قادة الجيش بقتل الأبرياء في منطقة بارشنار.

وأكد سماحته على الاتحاد بين المسلمين سنة وشيعة، كما أوضح بأنه خرج لنصرة المظلومين ويبقي محتجاً إلى آخر قطرة من دمه، ولن يتراجع عن موقفه الشرعي.

وقال متحدثاً عن منطقة جلجت - بلتستان (شمال باكستان مع الحدود الصينية): أن منطقة جلجت - بلتستان هي رأس باكستان، والحكومة حرمت أهلها من حقوقهم الشرعية. وتأخذ أراضي سكانها الممتلكة ظلماً وعنوةً كما تفعل ذلك مع سكان بارشنار. والحال أن لسكانها (باراشنار) فضلاً كبيراً في محاربة الإرهاب واستقرار الأمن والأمان فيها، ومع ذلك يقتلهم الإرهابيون والسلطات من دون تمييز، وتعتقل السلطات المدنيين والعلماء الأبرياء وتقوم بتعذيبيهم. وطالب الأمين العام للمجلس إطلاق عاجلا فعاجلاً.

وأضاف مؤكداً بأننا نريد تلك باكستان التي أسسها القائد الأعظم محمد علي جناح، ولا نريد باكستان ذات تطرف ديني. كما طالب سماحته من عمران خان - قائد حزب العدالة لأن حزب يحكم إقليم خيبر بختونخواه الذي قتل فيها الشيعة مؤخراً- أن يعتذر من المواطن الشيعي وإلا فإذا لم تسمع الحكومة إلى مطالباتنا ولم تحقق أهدافنا سنستمر في الإضراب عن الطعام إلى ما لا نهاية له، وأكد بأنه لو اعتقلوني وسجنوني سأضرب عن الطعام في السجن حتى الموت.

وفي الختام أوضح سماحته قائلاً: نحن ضد الظلم والظالم، وهذا ما علمنا الحسين وأخته زينب عليهما السلام.

ويبدو أن الإضراب سيستمر إلى مزيد من الأيام لأن الحكومة لم تسمع إلى مطالبهم حتى الآن، وهم مستمرون في الإضراب عن الطعام حتى تلبية مطالبهم.