INTERNATIONAL COUNCIL
SUPPORTING FAIR TRIAL and
HUMAN RIGHTS

Registration No. : 2795

Follow us

  • rss
  • twitter
  • facebook
  • youtube
  • instagram

السعودية تنفذ “موجة غير مسبوقة” من الإعدامات

151204113002_saudi_feature_executions_640x360_ap_nocredit

حكم بإعدام شاعر ورسام لاتهامه بالردة، القبض على ثلاثة شبان شيعة حينما كانوا قصر وإصدار حكم بإعدامهم، بالإضافة إلى تقارير في الصحف السعودية عن إعدام وشيك لأكثر من 50 شخصا

أثار تطبيق السعودية عقوبة الإعدام قلقا دوليا

وعاد سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان إلى الأخبار مرة أخرى منذ يناير / كانون الثاني الماضي حينما جُلد المدون الليبرالي رائف بدوي لاتهامه بالإساءة إلى الإسلام

وفي نفس الشهر، ظهر تسجيل صادم لامرأة من بورما متهمة بالقتل وهي تصرخ: لم أقتل حتى لحظة قطع رأسها بالسيف في أحد الشوارع بالسعودية

وقد نفذت أحكام إعدام على أكثر من 150 شخصا حتى الآن هذا العام، وهو أعلى رقم تسجله منظمات حقوق الإنسان منذ 20 عاما

وأدين هؤلاء بجرائم غير عنيفة من بينها الاتجار في المخدرات

ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن العديد من المحاكمات غير عادلة

ووصفت منظمة العفو الدولية أحكام الإعدام بالسعودية هذا العام بأنها موجة غير مسبوقة من الإعدامات تعد معلماً جديداً قاتماً في سجل استخدام السلطات السعودية لعقوبة الإعدام

إذا ما هي الأسباب التي تقف وراء ارتفاع أعداد هذه الإعدامات؟ يصعب الإجابة على هذا السؤال

وقال آدم كوغل الباحث في منظمة هيومان رايتس ووتش الذي يتابع أحكام الإعدام التي تنفذها السعودية : هناك كثير من التكهنات. لكن لا أحد يعلم الإجابة الحقيقية لأن السعوديين لم يعلنوا (الأسباب) ولن يعلنوها

وكان هذا العام مليئا بالأحداث في السعودية. فقد خلف الملك سلمان في يناير/كانون الثاني الماضي شقيقه الملك عبد الله ، ليدشن سياسة خارجية جديدة أكثر صرامة

وكانت السعودية قد بدأت في مارس / آذار الماضي غارات جوية في اليمن ضد الحوثيين، أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين، وأدى تدافع مميت في موسم الحج إلى تسليط الضوء على الرياض وتوجيه انتقادات لها

لكن زيادة معدلات الإعدامات بدأت بالفعل في أغسطس / آب العام الماضي، بحسب نشطاء حقوق الإنسان

وقال كوغل: تقريبا جميع من أعدموا حوكموا بتهم القتل أو المخدرات، ومن المحتمل أن يشهد معدل الجريمة تصاعدا مع زيادة جرائم القتل وإدخال المخدرات إلى البلاد

موقف صارم

وهناك فكرة أخرى تتعلق بإعادة هيكلة النظام القضائي للسعودية خلال السنوات القليلة الماضية

ويقول كوغل: ربما يكون هذا هو السبب، في ظل زيادة عدد المحاكم والقضاة، فإن النظام لديه القدرة على التعامل مع سجل متراكم من القضايا

هناك نظرية ثالثة تشير إلى أن هذه الإعدامات تأتي ضمن توجه في المنطقة بالكامل لزيادة الإعدامات، في ظل زيادة كبيرة في عقوبات الإعدام في باكستان وقرار الأردن إنهاء وقف تنفيذ أحكام الإعدام في ديسمبر/كانون الأول الماضي

وأضاف كوغل: هناك شعور بأن عدم الاستقرار على المستوى الإقليمي يشجع القادة على أن يحاولوا أن يظهروا أكثر صرامة

ومن بين الأشخاص الذي يواجهون أحكام الإعدام مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة ومعارضون شيعة شاركوا في احتجاجات شرقي البلاد بدأت عام 2011

واعتبر كوغل أن أحكام الإعدام تأتي انتقاما من محتجين شيعة، بعضهم كانوا سلميين وبعضهم ربما لم يكونوا كذلك. هناك رسالة واضحة مفادها أنه إذا خرجت إلى الشوارع للتحدى، فإنك قد تدفع الثمن في نهاية المطاف

وتنفذ أحكام الإعدام غالبا في العلن

وتشمل الجرائم التي يعاقب عليها بالإعدام القتل والزنا والخيانة والشذوذ الجنسي وجرائم المخدرات والسحر والشعوذة والردة

ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن المتهمين لا يحصلون في أغلب الأحيان على محاكمات عادلة

ولا تبلغ السلطات مسبقا عائلات السجناء بتنفيذ الإعدامات في ذويهم الذين يحكم عليهم بالإعدام

151204113032_saudi_feature_executions_640x360_afp_nocredit

على النمر يواجه حكما بالإعدام بسبب جرائم قيل أنه ارتكبها وهو في سن الـ17 عاما

وأثارت قضية الشاب الشيعي علي النمر، الذي أصبح رمزا للأشخاص الذين يواجهون حكم الإعدام، مناشدات من زعماء العالم للملك سلمان بإصدار عفو عنه وعدم توقيع حكم الإعدام بحقه

ووجهت للنمر مجموعة من التهم من بينها مهاجمة الشرطة بقنابل حارقة في احتجاجات مناهضة للحكومة شرقي البلاد حينما كان عمره 17 عاما فقط ولا يزال في الدراسة

وقالت عائلته إن الاعترافات انتزعت من النمر بالإكراه، وإنه وقع عليها بعد أن أبلغته السلطات بأنه سيفرج عنه

واثار مصير الشاعر والفنان الفلسطيني أشرف فياض (35 عاما) أيضا تنديدا دوليا

وصدر الأسبوع الماضي حكم بإعدام فياض لاتهامه بالإلحاد والتشكيك في الذات الإلهية بسبب ديوان شعر كتبه قبل سنوات عديدة

ويقول خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن هذا الحكم يمثل انتهاكا للقانون الدولي لحقوق الإنسان

151204113103_saudi_feature_executions_640x360_europeansaudiorganizationforhumanrights_nocredit

المواطن الشيعي داودد حسين المرهون القي القبض عليه أيضا وهو في سن الـ17 عاما

حملة ضارية

ودعا مئات الشعراء والكتاب في أنحاء العالم إلى إطلاق سراح فياض

وقالوا إن الحكم بإعدام فياض هو أحدث مثال لعدم تسامح السعودية مع حرية التعبير والملاحقة المستمرة للمفكرين الأحرار

وقال سيفاك كشيشيان، الباحث في الشؤون السعودية في منظمة العفو الدولية، إن الإعدامات لا تمثل فقط قلقا خطيرا فيما يتعلق بحقوق الإنسان. هناك حملة ضارية وممنهجة تستهدف نشطاء حقوق الإنسان الذين يتبنون المعارضة السلمية بشكل عام من بينهم المدونون ونشطاء الانترنت

وأضاف: إذا كنت عضوا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فإنك تكون ملتزما بالحفاظ على أعلى المعايير في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها

والأمر المثير للجدل هو أن السعودية أصبحت عضوا في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في عام 2013 ولمدة ثلاث سنوات

وتشير رسائل دبلوماسية مسربة كشف النقاب عنها في وقت سابق من هذا العام إلى اتفاق بين الدبلوماسيين البريطانيين والسعوديين على دعم انتخاب كلا الطرفين للآخر في المجلس الذي يضم 47 دولة

وترفض السلطات السعودية الانتقادات الدولية بشأن سجلها في حقوق الإنسان، وتؤكد ضرورة احترام نظامها القضائي الذي يستند للشريعة الإسلامية

كارولين هولي

مراسلة الشؤون الدولية - بي بي سي