INTERNATIONAL COUNCIL
SUPPORTING FAIR TRIAL and
HUMAN RIGHTS

Registration No. : 2795

Follow us

  • rss
  • twitter
  • facebook
  • youtube
  • instagram

استاذ القانون الدولي البرفيسور حسن جوني : الخطر الاكبر اعتبار الدين اليهودي شعباً

اعتبر استاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية الدكتور حسن جوني في حديث لموقع "المرده" ان تصويت الكنيست الاسرائيلي على قانون الدولة اليهودية القومية له عدة جوانب خطيرة منها اعتبار الدين اليهودي شعبا، وهذا خطير على الانسانية ومنها الغاء كل الاتفاقيات الدولية التي تؤكد وجود احتلال اسرائيلي ومنها ايضا ليس فقط الغاء حق العودة بل تهجير نحو مليون ونصف فلسطيني من فلسطين المحتلة، لافتا الى ان هذا القانون له تأثير سلبي على اسرائيل فمن سيتعامل مع دولة عنصرية في قوانينها؟

واذ شرح الدكتور جوني هذه المخاطر نقطة بنقطة لفت الى ان اخطرها هو اعتبار الدين اليهودي شعبا وقال:" لقيام اي دولة يجب ان يكون هناك شعب وارض وسلطة، وبالتالي فان الكيان الصهيوني اخذ الارض ولديه حكومة ويريد ان يؤكد وجود الشعب، هناك العديد من الدول التي تتبنى دينا معينا كالمملكة العربية السعودية والجمهورية الايرانية الاسلامية والفاتيكان، انما هذه الدول ليست مفتوحة بمعنى ان اي مسلم او مسيحي او غيرهم من الطوائف اذا اراد زيارة هذه البلدان يجب عليه الاستحصال على تأشيرة دخول سواء المسلم الى الدولة التي تتبنى الاسلام كدين لها او المسيحي الى الدولة التي تتبنى الدين المسيحي، فيما ان الكيان الاسرائيلي سيكون مفتوحا لكل يهود العالم دون تأشيرة دخول تماما مثل دولة الخلافة التي كان يزمع داعش اقامتها في العراق وسوريا، بحيث ان اي مسلم بامكانه الدخول الى هذه الدولة دون تأشيرة فيما لا يجوز ذلك في الفاتيكان والسعودية وايران، فليس كل مسلمي العالم مواطنين في السعودية وايران وليس كل مسيحيي العالم مواطنين في الفاتيكان، في حين في الدولة اليهودية القومية يصبح كل يهودي في العالم مواطنا، ان اسرائيل تريد لهذه الدولة ان تكون لكل يهود الهالم كما كانت داعش ترغب بان تكون دولة الخلافة لكل مسلمي العالم، والخطورة انه اذا كل دين اعتبر نفسه شعبا سنعود الاف السنين الى الوراء وسنخوض حروبا دينية من جديد"

واوضح الدكتور جوني انه "استنادا الى كتاب لشلومو ساند يعنوان "كيف اخترعنا الشعب اليهودي" ليس هناك من شعب يهودي خصوصا ان شلومو ساند ليس بيهودي عادي او معارض بل هو رئيس قسم التاريخ في تل ابيب حيث يعترف بانه ليس من اليهود الذين كانوا في فلسطين المحتلة منذ ثلاثة الاف سنة ما يعني ان لا وجود لشعب يهودي، والاشكالية في هذا القانون انه يعتبرهم شعبا لانه يضفي شرعية على الشعب وهذا شي خطير ليس للمنطقة فحسب انما للانسانية، لانه في حال ان كل دين يريد تشكيل شعب فالاديان ممكن ان تتوسع او تنتشر ويؤدي الامر الى حروب"

ولفت الى ان النقطة الثانية هي ان "مواطني السعودية وايران هم من المسلمين او اغلبيتهم وكذلك مواطنو الفاتيكان انما في فلسطين المحتلة فهناك مليون ونصف عربي يعيش فيها وهم من دين اخر فما هو مصير هؤلاء عندما يكون هناك عرق صافي في هذه الدولة؟، كما ان القانون يطال مواطني الضفة وغزة وغيرها لانه لم يحدد حدود هذه الدولة اليهودية" ورأى ان خطورة القرار تكمن ايضا في انه يقفز فوق كل الاتفاقيات والقرارات الدولية وقرارات الامم المتحدة وخاصة قرار التقسيم وقرار حق العودة ، وهذه القرارات الصادرة عن الامم المتحدة سواء مجلس الامن او الجمعية العامة حتى قرار الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية المتعلق بالجدار الفاصل، والقرارات الصادرة عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر، وعن اليونيسكو، كل هذه القرارات تؤكد بان هناك احتلال ومنع الاستيطان، وتفول ان الاستيطان جريمة حرب لا يمكن الاستمرار بها ولا يمكن طرد شعب من ارضه وكذلك الامر بالنسبة لقرار حق العودة وهو ينص ليس فقط على حق عودة الفلسطينيين كافراد بل كشعب، من هنا فان المنطقة كلها ستعيش ازمة كبيرة، اولا لوجود كيان عنصري وهذا خطير جدا من هنا كان قرار الامم المتحدة 3379 الذي يعتبر بان الصهيونية شكل من اشكال العنصرية، ويجب احياء هذا القرار لان هذا يؤكد على ان اسرائيل دولة عنصرية"

واوضح الدكتور جوني ان القانون اثار جدلا داخل الكيان الصهيوني فيجب ان نعلم ان الرئيس الاسرائيلي ارسل رسالة الى الكنسيت يطلب فيها من النواب عدم التصويت عليه، وهو ارسل الرسالة ليس كونه غير موافق على المبدأ انما لانه خائف على اسرائيل لاتها ستغدو امام المجتمع الدولي دولة عنصرية بعكس مقولتها بانها دولة علمانية وديمقراطية وبالتالي لا يمكن لدول العالم حتى لحلفائها ان يقبلوا بالتعاون مع دولة عنصرية ذات طابع عنصري حتى في قوانينها وليس في الممارسة فقط. لذلك نرى ان التصويت في الكنيست كان ضعيفا لانهم يعلمون انه سيؤدي الى عزلة اسرائيل عما يسمونه العالم الحر" 

وعن انعكاسات هذا القانون على لبنان اكد الدكتور جوني ان النقطة الاولى اننا في لبنان لدينا قضية مبدئية هي الوقوف الى جانب فلسطين وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني واعتبار اسرائيل عدو، ولطالما كان لبنان مع قضايا الحق في العالم وهو مناصر للقضية الفلسطينية وضد احتلال فلسطين وطرد الشعب الفلسطيني من ارضه، اما النقطة الثانية التي تعنينا عمليا فهي حق العودة، لان هذا القرار الاسرائيلي يمحي حق العودة، لا بل سيطرد الفلسطينيين في الداخل حيث هناك مليون ونصف فلسطيني اليوم يعيش داخل اراضي 48 سيضطرون الى النزوح الى لبنان او الاردن او الى مصر، ما يعني انه ليس هناك فقط خطر التوطين بمعنى عدم تطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني انما الخطر الاكبر ان هذا العدد سيزداد دلان هناك الكثير من الفلسطنيين في الداخل الذين يعانون اليوم من عنصرية عملية سيعانون من عنصرية ايضا في القانون وهم فعليا يحملون الجنسية الاسرائيلية لكنهم بحسب القانون ليسوا حتى مواطنين اسرائيلين، من هنا الفرق بين المواطنة وبين حاملي الجنسية ، وهناك خطأ شائع يربط بين المواطنة والجنسية، هم يحملون الجنسية ولكن سيضطرون الى الهروب لانهم لن يكونوا مواطنين اسرائيلين، وبالتالي سيهاجرون وسيأتون الينا" ولفت الى ان اسرائيل كانت دائما نحاول ان تخلق في لبنان كيانات ذات طابع طائفي ديني في المنطقة لتبرر هذا القانون الذي اصدرته، وهي ايضا حاولت خلق داعش التي هي مشروع صهيوني في المنطقة، لذلك عندما اعلن اوباما انسحاب القوات الاميركية من العراق كان بنفس الوقت يتم التحضير ليكون هناك دولة الخلافة في العراق وسوريا، مشيرا الى اوجه الشبه بين ما كانت تخطط له داعش وما يخطط له هذا القانون، فالمقاتلون مع داعش هم من جنسيات مختلفة لا هوية وطنية لهم بل هوية دينية، وهذا القانون الذي يسن اليوم في اسرائيل سيسمح لليهود من كل الجنسيات بالمجيء الى اسرائيل واعتبارهم مواطنين تماما كما هي حال الدواعش

واوضح ان دولة داعش التي هي مشروع صهيوني بامتياز اندحرت وان سوريا هي الحائط الذي افشل مشروع داعش في المنطقة وهذا ليس فقط نصر لسوريا انما نصر لكل احرار العالم وخاصة نصر للبنان لان الدواعش كانوا يريدون ان يأتوا الى لبنان وهم اعلنوا ذلك ، الا ان الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري والمقاومة والشعب اللبناني منع الدواعش من دخول لبنان واوضح الدكتور جوني ردا على سؤال انه سيكون هناك رفض لهذا القانون من حلفاء اسرائيل لانه لا يمكن القبول بدولة ذات طابع عنصري مؤكدا ان توقيت القانون جاء في ظروف خاصة حيث هناك ضعف عربي رغم انتصار سوريا ما سمح لنتنياهو بتمرير هذا القانون الذي هو اكبر منه كونه من ضمن مشروع صهيوني اوسع ورأى انه ستكون هناك مشكلة يهودية يهودية "لان العديد من اليهود بعكس ما يعتقد البعض هم ضد اقامة دولة يهودية وذلك لاسباب دينية وليس لاسباب سياسية، والسبب الاول انهم يعتبرون ان من سيقوم باعادة اليهود الى ارض الميعاد هو المسيح الذي ينتظروه، وبالتالي هم بانتظار عودته، كما انهم يؤمنون بان من قام بصناعة هذا الكيان هي الحركة الصهيونية التي لا دين لها حتى ان هرتزل ذاته لم يكن متدينا وهناك حملة يهودية كبيرة جدا يجب ان نشجعها هي ضد وجود الكيان الصهيوني ليس فقط لان هناك ظلما بل لان هناك من يعتبر ان الحركة الصهيونية جعلت من اليهود وقودا من اجل قيام هذا الكيان الاستعماري الصهيوني الذي قال هرتزل انه يخدم مصالح الدول الكبرى والرأسماليين