في اليوم العالمي للطفل… دعوة لإنصاف الطفولة
منذ أن أُعلن يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر يوماً للطفل العالمي في العام 1954، اعتبر مناسبة عالمية لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم.
الا أن هذه الذكرى تمر حزينة هذا العام، نتيجة تعرض ملايين الاطفال حول العالم لانتهاكات جسيمة لحقوقهم التي كفلتها المواثيق الدولية لحقوق الانسان.
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها العديد من الدول والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان والمنخرطة تحت تشكيلاتها، إلا أن هناك قصورا واضحا في حماية الأطفال من الممارسات التي يندى لها الجبين في العديد من الدول حول العالم.
ففي فلسطين المحتلة، وبحسب إحصائية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن 49 طفلا استشهدوا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ بداية العام الحالي 2022، منهم 32 طفلا في الضفة الغربية و17 في قطاع غزة، ليصل العدد الكلي للأطفال الشهداء منذ أيلول/سبتمبر 2000 وحتى الآن إلى 2240 طفلا. كذلك، فان الاحتلال الاسرائيلي يمعن في الممارسات التصعيدية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان من خلال احتجاز جثامين العديد من الأطفال الذين قتلوا برصاص قوات الاحتلال وأصغرهم يوسف صبح (15 عاما) من بلدة برقين قرب جنين شمال الضفة الغربية، والذي استشهد يوم 26 سبتمبر/أيلول 2021 خلال اقتحام الاحتلال قريته.
والجدير بالذكر أن جرائم الاحتلال الاسرائيلي لا تتوقف عند ذلك، فقد تم اعتقال ما يزيد عن 750 طفلا فلسطينيا خلال العام 2022 ، بعضهم تعرضوا لإطلاق النار خلال الاعتقال، ولا يزال 160 طفلا -بينهم 3 طفلات- في سجون الاحتلال.
ولا تتوقف انتهاكات حقوق الطفل عند هذا الحد، ففي اليمن يعاني عشرات الاف الاطفال من الاعتداءات المستمرة والتدمير الممنهج الذي تمارسه قوات التحالف السعودي الاماراتي منذ عام 2015. فقد بلغ عدد ضحايا التحالف السعودي من الأطفال في اليمن 8 آلاف و 116 طفلاً ما بين شهيد وجريح خلال قرابة 8 أعوام، كما أنّ 25 طفلاً استشهدوا نتيجة مخلّفات الحرب والعدوان والألغام، منذ سريان الهدنة في الثاني من نيسان/أبريل الماضي.
على صعيد آخر، تستمر التأثيرات الخطيرة للعقوبات والاجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية بالقاء ظلالها على كل شرائح المجتمع السوري وفي مقدمتها الأطفال، حيث يرزح 90 في المائة من سكان سوريا حاليا تحت خط الفقر، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والمياه والكهرباء والمأوى ووقود الطهي والتدفئة والمواصلات والرعاية الصحية، ناهيك عن أنّ البلاد تواجه نزيفا هائلا للأدمغة نتيجة لتزايد الصعوبات الاقتصادية.
في هذه المناسبة، يؤكد المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الانسان أن على كافة الدول أن تلتزم بتعهداتها باحترام المواثيق الدولية فيما يتعلق بحقوق الانسان واتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة، وضمان حقوقهم في الحرية والحماية والحياة وعدم التمييز والصحة من والغذاء والتعليم والهوية وتوحيد العائلة...