كيف واجه الشهيد الشيخ نمر النمر استبداد السلطة السعودية؟
بدأ الشهيد الشيخ نمر النمر رضوان الله عليه نضاله ضد استبداد و ظلم السلطات السعودية غير غافل عن وحشيتها و نظامها القمعي. اعتمد الشيخ النمر ترسخ الوعي الشعبي في روح الجماهير والجرأة على السلطات السعودية, والتأكيد للناس، جميع الناس، بأن بطش النظام وظلمه و جبروته عاجز أمام كلمه الحق، وأن الكلمة الرسالية المسؤولة سوف تفضح هذا النظام المجرم المغتصب لحقوق وحريات المواطنين. كان سلاح الشيخ النمر رضوان الله عليه محبة الناس له والتفافهم حوله وتمسكه بالجهر بكلمة الحق في وجه السلطات السعودية
عمل الشهيد الشيخ النمر عبر التوجيه الديني والثقافي والسياسي من على منبره ومن خلال قلمه، وراح مريدوه وأنصاره ينشرون رؤاه وأفكاره وبصائره عبر جميع مواقع التواصل ليعلو صوته وينتشر رأيه المنتصر لحقوق الشعوب والرافض لكل أشكال الظلم والفساد والانحرافات السياسية والاجتماعية.. الشهيد النمر لم يقتصر كفاحه ونضاله ونشاطه على محاربة فساد الحكام وظلمهم بل حارب أيضاً فساد العلماء المنحرفين وجشع التجار والمترفين، وحارب الانحرافات الاجتماعية والتقاليد والعادات الخاطئة وكل أشكال الأمراض الاجتماعية كالطبقية والفئوية والقبلية. كان الشهيد النمر مثالاً ونموذجاً للتطابق بين القول والفعل, بين الدعوة والرأي والتنظير وبين التطبيق والعمل
فحين يدعو للتظاهر ضد ظلم السلطة السعودية واستبدادها كان يخرج في التظاهرات ويتقدم صفوف المحتجين بقامته الشامخة وعمامته المقدسة الطاهرة, ويدعو الشباب للمشاركة ويطلب منهم عدم تغطية وجوههم ليصل الصوت إلى الحكومة الظالمة المستبدة “إننا شعب لا نخافكم وسوف نصدح بكلمة الحق رغم رصاصكم ومدرعاتكم وسجونكم”. وكان الشيخ الشهيد النمر يعلو صوته في كل خطاباته العظيمة التي ينطق خلالها بكل كلمة تنبض في روح الناس وبكل شعار يخالج وعي الجمهور ولكنهم يخشون النطق به ويخافون التعبير عنه.. فينبري الشهيد النمر منتفضاً فيزلزل بصوته المدوي عرش آل سعود ويمرغ جبروتهم وطغيانهم دون أن تأخذه في الله لومة لائم، ودون أن يخشى أحداً غير الله سبحانه وتعالى.. وهكذا كان يعلم الجماهير أساليب مقاومة الطغيان ورفض الظلم والفساد عبر الحركة والعمل والتطبيق.. فيقول ويفعل ثم يوجه الناس للتشبث بكرامتهم وللمطالبة بحقوقهم وللدفاع عن حرياتهم، ويخبرهم أن الظلم لايدوم, وأن الظالم جبان ضعيف أمام شجاعة الجماهير وقوة كلمة الحق
وقد بدأ الشهيد النمر مقاومة الطغيان السعودي منذ ريعان شبابه، فشارك في انتفاضة المحرم المجيدة العام 1400/1979 وكان في مقدمة صفوف المتظاهرين مثلما تقدم صفوف المظاهرات في انتفاضة الكرامة العام 2011 ووقف في وجه المدرعات بكل ثبات وشجاعة وهو يردد بأعلى صوته كلمة الحق في وجه الجور والاستبداد السعودي
وقد واجه الشهيد الشيخ النمر ببسالة جريمة السلطات السعودية في عام 2009 حين قامت بالاعتداء على المواطنيين الشيعة في مقبرة البقيع الغرقد بالمدينة المنورة، وألقى خطابه الشهير من على منبره في جامع الامام الحسين “ع” حيث رفع خيار استقلال القطيف والأحساء والانفصال عن مملكة الارهاب السعودي
وفي سياق مواجهة الشهيد النمر للاستبداد السعودي قدم في عام 2007م (عريضة العزة والكرامة) إلى الحاكم الإداري في “المنطقة الشرقية والتي افتتحها بقوله (الحمدلله الذي جعل الحق جلياً والباطل غياً زائلاً) في إشارة إلى وضوح انحراف وفساد الحكم السعودية وأن مصيره الزوال, وهو ما تكفل الشهيد بالتدليل عليه من خلال المطالب التي تضمنتها العريضة المميزة في تاريخ المواطنين الشيعة في العمق والشمول وجذرية المطالب
وكتب الشيخ النمر رضوان الله عليه في العريضه قبل أن يدخل في المطالب مقدمة أثبت فيها شجاعته وجرأته في النطق بكلمة الحق (أولاً سأتحدث بصراحة ووضوح ومن دون تقية ولا مجاملات، لأن التقية موردها دفع الضرر البالغ والخوف من وقوع الجور والظلم والاضطهاد وأنا لا أتوقع حدوث شيء من ذلك عليَّ ولذلك أنا لستُ مضطَّراً ولا مجبراً على ممارسة التقية التي لم تشرّع إلا لدفع الضرر البالغ من الجور والظلم والاضطهاد)
ولم تستطع السلطات السعودية مواجهة الشيخ رضوان الله عليه أو الرد على كلمة الحق التي صدح بها ولذلك قاموا باعتقاله بطريقة وحشية وتعذيبه في سجونهم محاولين أن يثنوا عزيمته عن مواجهتهم والانتصار لكرامة وحقوق شعبه لكنه أبى إلا أن يظلّ شامخاً عزيزاً باذلاً في الله مهجته من أجل الدين والقيم والمبادئ.. رافضاً أن يحقق لهم أهدافهم في تراجعه عن مسيرته وتغيير مواقفه، فحكموا عليه بالاعدام وارتقى شهيداً عندا الله لكنه بقي رمزاً خالداً لثورة كلمة الحق في جميع أنحاء العالم