الحصار يقتل 13400 يمني وطفل كل 10 دقائق
كشفت إحصائيات رسمية عن وفاة أكثر من 13 ألفاً و400 مريض بسبب اغلاق تحالف العدوان السعودي مطار صنعاء الدولي
وحذر مسؤولون في القطاع الصحي اليمني من أن المستشفيات تواجه خطر الاغلاق بسبب نضوب المواد الطبية نتيجة الحصار السعودي
الي ذلك مضت 48 ساعة وموانئ اليمن ومطاراتها لم تستقبل أي طائرة أو سفينة إغاثة ووفق القيمين على ميناءي الحديدة والصليف فإن قوات التحالف السعودي منعت دخول سفن إغاثية أرسلتها الأمم المتحدة
وكان التحالف السعودي قد أعلن قبل يومين قراره السماح بإدخال المساعدات الانسانية إلى اليمن عبر المرافئ والمطارات
الأمم المتحدة أكدت استمرار الحصار البري والبحري وقالت إنها لم تتلق ردا من التحالف السعودي بشأن السماح برسو سفن مساعدات في الموانئ اليمنية
وكانت السلطات السعودية قد أغلقت منفذ الوديعة الحدودي وهو المنفذ البري الوحيد مع اليمن ولم تعرف أسباب إغلاق المنفذ كما لا يعرف موعد إعادة فتحه
وأُغلق المنفذ أمام المسافرين في الجانبين في وقت متأخر من مساء أمس الخميس مما أدى إلى تكدس عشرات السيارات والشاحنات
في هذه الأثناء قالت الأمم المتحدة إن الحصار البحري والجوي على اليمن مستمر وأضافت أنها حصلت فقط على موافقة التحالف السعودي لنقل عمال إغاثة جوا من العاصمة الأردنية عمان إلى العاصمة اليمنية صنعاء غدا السبت
وقال المدير العام لمطار صنعاء خالد الشايف إنه كان من المنتظر أن تصل أربع رحلات لمنظمات إغاثة دولية مختلفة أمس الخميس. لكن لم يصل أي منها إلى مطار صنعاء، من دون توضيح لسبب التأخير
في السياق قال ينس لاريكه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للصحفيين في جنيف اليوم الجمعة : بعد أكثر من أسبوعين من الحصار المفروض على تلك الموانئ، فإن هناك أصنافا عديدة من الإمدادات ضرورية لمواجهة ومكافحة الكوليرا والأشكال الأخرى من المخاطر الإنسانية التي تواجه الملايين في اليمن اليوم
من جهتها نفت ثلاث مؤسسات يمنية تخفيف الحصار الذي تفرضه قوات السعودية وحلفائها على اليمن
وأشارت تلك المؤسسات إلى أنه لم تصل أي من الطائرات أو السفن المحملة بالمساعدات رغم مرور يومين على إعلان تخفيف الحصار
مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشريف قال : إن هذه الرحلات منحت التصريح من لدينا والمنوابين موجودين في استقبالها واستكمال الإجراءات ولكن للأسف الشديد دول العدوان حتى اللحظة لم تسمح لهذه الرحلات الوصول إلى مطار صنعاء ولا يوجد هناك جديه لفتح المطار ورفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي
وأضاف الشريف حتى لو عادت هذه الرحلات لا تلبي عشرة في المئة من الإحتياج الفعلي للشعب اليمني موضحاً أن هذه الرحلات هي في الأساس تخدم الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى أما الشعب اليمني فهو لا يستفيد من هذه الرحلات
وتشير الإحصائيات إلى وفاة 37 مريضاً يومياً وتضرر أكثر من ثمانين في المئة من الشعب اليمني جراء إغلاق مطار صنعاء ومنع الرحلات الإنسانية والمدنية في وقت يحتاج فيه أكثر من نصف مليون مريض إلى السفر وتلقي العلاج في الخارج
وكان مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشائف كشف عن منع التحالف السعودي وصول 4 طائرات إغاثية إلى مطار صنعاء من بينها طائرة لمنظمة اليونيسف تحمل أدوية ولقاحات شلل الأطفال
المجاعة الجماعية في اليمن: حيث لا يشتري المال الغذاء أو الماء أو الدواء
ترزح اليمن تحت وطأة أسوأ مجاعة وأزمة صحة عامة في العالم فجميع المساعدات المقدمة إلى صنعاء والشمال عموماً معاقة من الوصول في الوقت الحاضر بعد إغلاق المطار و ميناءها الأقرب في الحديدة
و جرى إغلاق مطار صنعاء في وجه الجميع باستثناء رحلات الإغاثة منذ أغسطس 2016 و حتى في وجه رحلات الإغاثة ذاتها منذ تجديد الحصار السعودي عقاباً على إطلاق صاروخ من قبل الحوثيين (الأنصار) على الرياض. و إضافة إلى ذلك، قام التحالف السعودي بعد ذلك بضرب برج الملاحة اللاسلكية في مطار صنعاء و القضاء على إمكانية مرور المعونات باستثناء الاعتماد الشجاع و الافتراضي على مرأى الطيارين فقط، بما إن المدارج و المحطة ما يزالان سليمان
و قد تم بصورة احتفالية “إعادة فتح” ميناء الحديدة و هو ميناء البحر الأحمر الذي يعتبر أقرب و أقصر طريق مباشر إلى العاصمة اليمنية صنعاء و لكن لم تحصل أي سفينة معونة حتى الآن علي إذن بالرسو و تفريغ حمولتها
و تمثل مجموعات المعونة الدولية، بالنسبة لمعظم الملايين في اليمن، أملها الوحيد في الغذاء و المياه النظيفة و الأدوية و غيرها من الضروريات الحياتية
و ان الحصار المفروض على ميناء الحديدة و مطار صنعاء يحرم أكثر مناطق اليمن اكتظاظا بالسكان من الأغذية و المياه و الأدوية و الوقود. و قد وصفت النداءات اليائسة من جميع الجهود الإنسانية – التي تحافظ حاليا على شريان الحياة هذا للملايين – الوضع المنذر بكارثة بعبارات صارخة : المئات من الناس يموتون كل يوم كنتيجة مباشره للحصار
بالنسبة للكثير من العالم، فان صنعاء هي مرحلة مجردة، نقطة تحول منبوذة لهذه المأساة العالمية القادمة و سرعان ما أصبحت مرادفاً لمجاعات أليمة مثل دارفور في السودان و المناطق النائية في الصومال. زاوية في العالم الثالث حيث غامر البعض و أزالها من ضميرنا عبر المسافة و الثقافة و حتى الزمن أو العصر
و بالرغم من ذلك فان صنعاء كانت العاصمة الملكية لألف سنة لـ”العربية السعيدة” و هو الاسم الذي أطلقه الرومان القدماء على هذه الزاوية الخصبة و المنتجة في الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية. و تأسست صنعاء- كما تحكي الأسطورة التأسيسية – من قبل ابن نوح، و جعل منها التاريخ البشري اللاحق مركزاً سياسياً و تجارياً لطيفاً و محسناً مرادفا للرفاهية و التطور
حتى قبل سنوات قليلة عندما بدأت الحرب، كان من الممكن مشاهدة الروائع الأسطورية لـ”العوائل الصنعائية” و محاسنها
ليس بعد. الحرب هي حقا تسوية للجميع. و ببساطة لا يوجد غذاء أو مياه نظيفة أو أدوية للشراء لأن الشحنات التجارية قد جمدت لأشهر إلى الآن وتم منع تسليم المعونة عن عمد
أضحى مصير أولئك الذين يعيشون في صنعاء و في مدن الشمال- الأغنياء منهم و الفقراء- مرتبطاً معاً بمحنتهم الشديدة، و القصة المؤرقة لأميرة حميرية قديمة ذات أهمية كبيرة في هذا الموضوع
كتب الهمداني و هو مؤرخ اليمن في العصور الوسطي عن ديباجة ابنة نوف ذي شقر بن ذي مراثد، التي أحاطت نفسها بالجدران في برجها حتى الموت. تم نقش مرثية على طبق من ذهب تقول: لقد أمرت عبدي أثناء المجاعة أن يشتري لي بمكيال من اللؤلؤ مكيالاً من الطحين، لكنه لم يستطع
إذا كان نعتها يقودنا إلى بعد ميؤوس منه فمأزقها بات مألوفا جدا في واقع اليمن اليوم: ليس هناك ماء أو طعام أو دواء يمكن الحصول عليه بأي مبلغ من المال
لقد مات الآلاف و الملايين معرضون للخطر و يجب رفع الحصار فورا؛ و بدون ذلك، يتحتم علي وكالات المعونة والطيارين التحلي بالأخلاق الملحة لتحدي عقوبة الإعدام التي فرضتها السعودية
هل سيقوم السعوديون بإسقاط طائره معونة بصدق..؟ يحدونا الأمل في أن تظل هذه السيناريوهات القاتمة افتراضية
و مع مضى كل يوم، تفوق احتياجات الملايين أكثر بكثير الإملاءات القاسية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان