صرح الدكتور عبدالحميد دشتي على حسابه الخاص
المؤتمر المنعقد في الرياض تحت عنوان شراكة أميركية إسلامية عربية، واستكشاف مدى التطابق المعلن من الأهداف مع ما تكشفه المواقف المتضمّنة فيه للقيّمين على هذا المهرجان الحاشد، وتالياً تقييم ما أراده منه صاحباه السعودي والأميركي.
لا يمكن لأحد في ظلّ المواقف المعروفة للأطراف والأهداف المتوقعة من المؤتمر ومع الحروب الدائرة في المنطقة أن يتوقع تصدّر القضية الفلسطينية وسبل حلها كقضية مركزية للعرب والمسلمين في لقاء قمة مع الدولة التي تشكل المصدر الأول للتمويل والسلاح والحماية الدبلوماسية لـ«إسرائيل». لا يمكن لأحد أن يتوقع أن لا يشكل التنديد بإيران وحزب الله واحداً من أبرز محاور هذا المؤتمر، لأسباب منفردة تخصّ كلاً من الراعيين الأميركي والسعودي، ولأسباب أخرى تجمعهما.
-
الجديد هو الانتقال من التنديد بإيران بصفتها دولة يجري تحميلها مسؤولية رعاية أطراف محلية في دول الخليج، واتهام حزب الله من هذه الزاوية بصفته حليف إيران والذهاب لتوصيف ذلك بالإرهاب كتعبير عن التصعيد السياسي التفاوضي، إلى مرحلة جديدة يصير فيها عنوان الحرب على الإرهاب مختصاً بإيران كهدف رئيسي، وبداعش كهدف ثانوي، ويصير حزب الله وحركة حماس مثيلين لداعش، وتُستثنى جبهة النصرة ويُستثنى تنظيم القاعدة من اللائحة التي لا يمكن ورودها سهواً هكذا في خطاب كلّ من الملك السعودي والرئيس الأميركي.
-
وفقاً للخطابَيْن الجديدين هو أنّ المقاربة لم تعد تجري من باب اعتبار الحرب على داعش أولوية كما ورد في الخطاب الانتخابي للرئيس الأميركي، لكن الاعتراض هو على توسّع النفوذ لكلّ من إيران وحزب الله تحت لواء هذه الحرب، والتلاقي مع «إسرائيل» يتمّ من زاوية العمل للحدّ من هذين النفوذين منفردين ومجتمعين، بل صارت كلّ حرب على داعش لا تتلازم مع حرب على النفوذ الإيراني واستطراداً ليس على حزب الله وحده، بل على حركات المقاومة هي حرب خاطئة، وهذا هو بالضبط المفهوم «الإسرائيلي».
-
لم يعد النظر للقضية الفلسطينية والاستقطاب المذهبي كعنصرين حاسمين في تغذية الإرهاب بالبيئة الحاضنة، واعتبار التصدّي للمهمّتين، حلّ القضية الفلسطينية وتجفيف مناخ الفتن المذهبية، شرطاً ملازماً لقياس الجدية في الحرب على الإرهاب، بل صار التخلص من القضية الفلسطينية كعبء يؤخر التحالف مع «إسرائيل»، وتفجير الحروب والفتن المذهبية كمصدر للتعبئة ضدّ إيران وحزب الله، شرطين مطلوبين بمفهوم الحرب الجديدة.
-
هل يعني هذا أنّ الأميركي يريد حرباً على إيران؟ بالتأكيد هو لا يريدها، لكنه فرح لغرق الخليج في أتون وهجها، فالخليج المذعور هو البقرة الحلوب التي تحدّث عنها دونالد ترامب في حملته الانتخابية وها هو يحلبها بخمسمئة مليار دولار ستسبّب إفلاس المملكة، وبالخليج المستنفر مذهبياً وخطر الفتن الداهم تتقوّى أوراق واشنطن التفاوضية مع إيران، ويجري إبعاد الرياض عن ساحات الانخراط مع طهران كحال سورية والعراق، مع الاكتفاء بالترحيب بعرض السعودية تشكيل قوة احتياط للتدخل فيهما، مرفقة بمرتجع مع الشكر
-
إفلاس السعودية لا يزعج واشنطن، والخمسمئة مليار الموعودة لعشر سنوات تعادل وسطياً خمسين مليار دولار سنوياً أيّ زيادة أرقام الموازنة لعام 2017 من 236 الى 286 مليار دولار ورفع العجز من 53 الى 103 مليارات دولار أيّ من نسبة 23 إلى 32 ورفع الدين من 83 مليار دولار إلى 133 مليار دولار، وتدريجاً بإضافة سنوية تجعله يصل إلى 800 مليار نهاية السنوات العشرة أيّ ما يعادل 100 من الناتج الوطني الإجمالي المتوقع وهو الإفلاس عينه
-
الإفلاس السعودي والغرق بالفتن والحرب الأهلية، ورفع منسوب التوتر مع إيران، ورمي الرياض في الحضن «الإسرائيلي» نهائياً لمهمة وظيفية ترتبط بالقلق «الإسرائيلي» من المتغيّرات السورية، هي أهداف أميركية تتزامن مع الحصول على كلّ المال ولإنعاش الاقتصاد الأميركي الراكد، وبيع المصانع التي انتهت فعاليتها الأميركية كما السلاح الأميركي الذي لا يزعج «إسرائيل»، ليكون ما قاله المحافظون الجدد عن السعودية كجائزة ترضية لحروبهم في آسيا سقفاً مستمراً لسنوات مقبلة.
-
خلال ثماني وأربعين ساعة من القمم والكلمات والتصريحات والبث التلفازي من عشرين قناة وبحدود 460 ساعة بث تلفازي .. وردت كلمة إيران سلباً بحدود 3750 مرة بينما وردت كلمة داعش 134 مرة فقط لا غير ، طالبنا 8 ، القاعدة 13 ، علماً أن شعار هذه القمم هو محاربة الإرهاب.
-
وهدايا مليونية شخصية لترامب في السعودية ، يخت وألماس وأكثر .. تلقى الرئيس الأمريكي ترامب هدايا من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ، تعتبر الأكبر في تاريخ السعودية ، وهي مؤلفة من حجر ألماس يفوق سعره الـ 100 مليون دولار ، إضافة إلى مسدس من الذهب الخالص ونادر في العالم وعليه صورة الملك عبد العزيز وعمره 80 سنة. كما تم تقديم سيف كله من الذهب الخالص ، وزنه يزيد عن 25 كغ ذهب مرصّع بالألماس والحجارة النادرة ويفوق ثمنه 200 مليون دولار.
-
كما تلقى الرئيس الأمريكي ترامب هدية هي كناية عن 25 ساعة يد كلها من الألماس والذهب ، له ولعائلته ، ويقدّر ثمنها بحوالي 200 مليون دولار. وتلقى الرئيس ترامب أكثر من 150 عباءة كلها مرصّع بالأحجار الكريمة له ولعائلته ، من كل القياسات ، وسيتم شحنها بالطائرة الرئاسية الأميركية إلى واشنطن. كما تم إطلاق اسم أكبر جادة في الرياض على اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقابل وقوفه في وجه إيران وحلفائها. وسيتم نحت تمثال للرئيس ترامب على أول جادة كله من الذهب الخالص ، وهو أغلى تمثال في العالم".
-
كما تلقى ترامب تمثالاً مصغراً للحرية في أميركا من الذهب والألماس والياقوت ولا تتسع الطائرة الرئاسية لحمله بل ستقوم السعودية بنقله بطائرة شحن خاصة سعودية إلى البيت الأبيض ويكون ملكاً للرئيس الأمريكي ترامب.
-
وتلقى ترامب يختاً طوله 125 متر ، وهو أطول يخت في العالم لشخصية عامة ، ويضم 80 غرفة مع 20 جناحاً ملكياً وكل الأبواب ومسكات الأبواب والمغاسل كلها من الذهب الخالص.
-
وستقوم السعودية مع البحرية الأمريكية بإيصال اليخت إلى واشنطن ليكون ملكاً خالصاً للرئيس الأمريكي ترامب. ويبلغ ثمن اليخت 800 مليون دولار ويمكن اعتبار ذلك أكبر هدايا تمنحها السعودية لرئيس أجنبي ، خاصة لرئيس أمريكي في تاريخ العلاقة السعودية – الأميركية ، أو في تاريخ العلاقة السعودية مع دول العالم.
-
إنها زيارة تاريخية فعلاً ، وصفقاتها "سوبر تاريخية" وغير مسبوقة أيضاً ، فإذا كانت كل هذه الصفقات العسكرية وأرقامها لا تحقق التفوق العسكري السعودي في منطقة الشرق الأوسط ، ولا تكسر احتكار إسرائيل له ، فمعنى ذلك أنها أسلحة أقل فاعلية ، ومنزوعة الدسم ، والمواصفات التكنولوجية المتقدمة ، ولا تضم طائرات حربية مثل "أف 35" التي حصلت عليها إسرائيل قبل عدة سنوات.