كتاب مفتوح الى المفوض السامي لحقوق الانسان زيد بن رعد حول اليمن والبحرين واليأس الحقوقي
بداية نحييك ونثني على دعوتكم لانشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة حول انتهاكات حقوق الانسان في اليمن واكثر ما لفت نظري هو قولكم عن تأخر المجتمع الدولي في الاستجابه واليأس البشري. نعم يا سعادة المفوض ان الانسان في اليمن وخارجه اصيب باليأس والاحباط وهو يرى جثث الاطفال المتفحمة في مستشفى عبس وفي منطقة صعده وفي اماكن اخرى من العالم كسوريا والعراق وفلسطين وبورما الخ ولايرى تحركا جديا لوقف هذه الجرائم وكأن الضمير الانساني قد مات وان كافة آليات حقوق الانسان قد عجزت عن الوفاء بالتزاماتها لانقاذ المدنيين في حروب التوحش والهمجية.
نحيي دعوتكم لانشاء لجنة تحقيق دولية حول اليمن ولو انها كانت دعوة متأخرة.
سعادة المفوض السامي
وماذا عن البحرين، 68 يوما ومنطقة الدراز محاصرة وحوالي 70 رجل دين تم استدعائهم للتحقيق والتوقيف وهو ما لم يحدث في التاريخ. اسقاط الجنسيات وصل الى حوالي 265 مواطنا ومن بينهم المرجع الروحي للطائفة الشيعية الشيخ عيسى قاسم، حل ما يقارب 30 جمعية وخاصة جمعية الوفاق الاسلامية كبرى الجمعيات السياسية المعارضة، تصاعد التعذيب حيث قضى المعتقل حسن الحايكي شهيدا تحت التعذيب والحقوقي نبيل رجب نقل الى المستشفى من آثار الاعتقال، وسجون البحرين مغلقة امام المقرر الخاص المعني بالتعذيب والمقررين الاخرين، منع ما يقارب 23 ناشطا وناشطة من المشاركة في الدورة 32 لمجلس حقوق الانسان في حزيران الماضي ومنذ اربعة ايام تم منع 4 نشطاء من مغادرة البحرين في زيارات سياحية وطبية وذلك قبيل الدورة ال 33 لمجلس حقوق الانسان في 13 ايلول المقبل.اعتقالات، استدعاءات، سحب الجنسيات، تعليق كل مظاهر الحياة المدنية والديمقراطية، المس بالخصوصية الدينية ومنع صلاة الجمعة، كل هذا يجري امام بصر العالم وحكوماته مع اهمية الانتقادات الا انها لم تعد تكفي ازاء هذا الانهيار الخطير لحالة حقوق الانسان في البحرين.
واليوم ومع اقتراب الدورة 33 لمجلس حقوق الانسان وبداية التحضير للمراجعة الدورية لحالة حقوق الانسان في البحرين نسأل سعادتكم كيف يمكن ان تكتمل المراجعة الدورية للبحرين وكافة نشطاء حقوق الانسان في البحرين امامنفيين او محظور عليهم السفر؟ كيف يمكن ان تكتمل مراجعة البحرين وتقريرها الوطني من دون حوار مع المجتمع المدني البحريني بكافة مكوناته، لان احد شروط الاستعراض الدوري هو الحوار مع المنظمات الحقوقية وها هو رمزهم نبيل رجب والعشرات في السجون!!
الا تتطلب هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في البحرين موقفا حازما ومطالبة حكومة البحرين رسميا بالسماح للمدافعين عن حقوق الانسان بالمشاركة في الدورة 33 لمجلس حقوق الانسان وان لا ننتظر حتى موعد الدورة؟؟؟ او ننتظر حتى ترتكب سلطات البحرين مجزرة دموية ليتحرك المجتمع الدولي؟
سعادة المفوض
كما كنت جريئا في تقريرك حول اليمن محذرا من اليأس البشري ننتظر منك خطوة شجاعة نصرة للمدافعين عن حقوق الانسان في البحرين حتى تتزين الدورة 33 بمشاركتهم واما اذا استمرت الانتهاكات في البحرين وبلدان الخليج فاننا امام يأس حقوقي من ان المؤسسة العالمية التي من المفترض حماية المدافعين عن حقوق الانسان قد فشلت هي ايضا وهذا ما لا نريده وسعادتكم لا تقبل به . التاريخ ينتظر منك المواقف الشجاعة دفاعا عن الكرامة الانسانية وشعب البحرين ومناضليه ينتظرون صرختكم القوية.
26/8/2016 وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
محمد صفا الامين العام لمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب