محمد ناصر عجلان رئيس تحرير موقع الفجر اليمني
كتب محمد ناصر عجلان رئيس تحرير موقع الفجر اليمني في تقرير أعده أحداث ما جرى مع الفريق الإعلامي الذي زار منطقة صعدة في اليمن لتغطية مجريات الحرب الدائرة هناك والتي يشنها التحالف السعودي على اليمن منذ 15 شهراً قاصدين تحديداً قرية جمعة بن فاضل في مديرية حيدان وقال في التقرير الآتي:
رحلة فيها الكثير من المشاهدات المؤلمة والموجعة...
فبعد سفر شاق وطويل وصلنا نحن كفريق إعلامي وحقوقي إلى محافظة صعدة في تمام الساعة الخامسة من فجر يوم الأحد 14/8/2016م وقمنا بجولة حول محافظة صعدة وكان الجو جميل ولكن تحليق طيران العدوان السعودي عكر صفو الفريق وأفزعنا جميعاً ورغم الدمار الذي حل على أرض السلام ، صعدة ... إلا أن المواطنين مازالوا يمارسون أعمالهم الاعتيادية بشكل طبيعي وهو مالفت أنظارنا وبعث التفاؤل في قلوبنا أنه مهما حدث ستظل صعدة صامدة فى وجة العدوان الغاشم..
ما شاهدناه أثبت صلابة وقوة الشعب اليمني رحلة السفر الشاقة والمتعبة بعد أن تم تناول الفريق وجبة الفطور أخبرونا المنسقون أن الفريق لن يستقل الباص الذي أقلنا من العاصمة صنعاء إلى محافظة صعدة لأن الطريق الذي سنذهب إليها وعرة وأن الفريق سينتقل إلى مركبة متخصصة بالطرق الوعرة وانقسم الفريق إلى فريقين على متن سيارتين (هيلكس - وجيب طويل) وبدأت الرحلة وفي الطريق واجهنا سيارة معاكسة كانت ستؤدي بحياتنا إلى الهلاك ولكن كانت عناية الله ورعايته لنا هي السباقة ، ونجونا من الحادث وبعدها خرجنا من الطريق المزفت وعبرنا منحدرات وطريق لم يسبق لنا من قبل أن عبرناها ولم نرها حتى في الأفلام السينمائية،،
وصول الفريق إلى المكان المستهدف
وبعد سفر شاق ومرعب بمرافقة الطيران السعودي والتحليق المنخفض وصل الفريق الإعلامي والحقوقي إلى قرية جمعة بن فاضل مديرية حيدان وكان في استقبالنا أهالي الضحايا من الأطفال الذين استهدفتهم طائرات العدوان السعودي استقبلونا ببراءتهم .. وقمنا بجولة حول الغرفة المستهدفة هي لم تكن مدرسة في مدينة أو محافظة بل كانت عبارة عن غرفة لايتجاوز عرضها مترين وطولها ثلاثة أمتار ورأينا أشلاء الأطفال ودماءهم ملطخة بالحجار وماتبقى من الجدران وحتى المصحف الكريم لم يسلم من العدوان وتلطخ بدماء الأطفال الطاهرة..
وقد قام كل أعضاء الفريق بمقابلة أسر وذوي الأطفال الضحايا ومن خلال المعلومات التي تلقيناها منهم كانت الإحصائية 10شهداء و26 جريحاً وقال أحد المسعفين أن طول الطريق الوعرة هي التي واجهتهم عند الإسعاف وبعض الجرحى توفوا في تلك الطريق التي يبلغ طولها 34 كيلو متر والطريق غير معبد،،
وقد استغرب أهالي القرية من الطيران الذي استهدف المدرسة والتحليق المستمر في منطقتهم حيث لا يوجد أي تجمعات عسكرية أو مليشيات مسلحة كون قرية جمعة بن فاضل مسالمة ولاتعمل إلا بالزراعة ورعي المواشي ومن خلال المقابلات التي أجريناها مع أسر الضحايا بعثوا برسالة مناشدة إلى المنظمات المحلية والدولية بالتوجه إلى قرية بن فاضل لكي تتضح لهم الرؤية.
وطالب أهالي الضحايا المنظمات الدولية الإنسانية ومجلس الأمن بالتحقيق في القضية ومحاكمة الجناة.
