باسمه تعالى

التَّصعيد الجنوني بات السِّمة البارزة لتعاطي السُّلطة في هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها الوطن، وفي الوقت الذي ينهض فيه كل غيورٍ لوقف هذا الانزلاق المدمر بكل مسؤولية وبأغلى ما يملك، فإن السُّلطة لازالت تصرّ على جرّ البلاد الى الهاوية وتكيد لكل من يحول دون ذلك من أمثال العلماء الربانيين والنشطاء والسياسيين وكل شريف من أبناء هذا الشعب الحر.

إن الخطوة العدوانية الّتي قامت بها السُّلطة صباح اليوم بمحاصرة منزل عالم الدِّين البارز ورئيس المجلس الإسلامي العلمائي سماحة السيِّد مجيد المشعل واعتقاله يعكس تخبّط النِّظام وتعاطيه الارهابي مع الأزمة الّتي ما كانت إلا نتيجة تراكم مثل هذه السِّياسات والتَّخبطات والاستهتار بالوطن والمواطنين والدِّين والمؤمنين.

إنَّ اعتقال رئيس أعلى مؤسسة دينية للشِّيعة في البحرين يأتي ضمن مسلسل الاستهداف الطائفي البغيض الذي تمارسه السُّلطة في البحرين ضد الطائفة الشِّيعية منذ فترة وبشكل متواصل ومكشوف وبأبعاد مختلفة، كما يأتي ضمن مجموعة كبيرة من الاستدعاءات والاعتقالات الّتي حصلت خلال الاسابيع الأخيرة وطالت علماء الدين الشِّيعة.

إنَّنا اذ نشجب هذا النَّهج في مواجهة مطالب الشَّعب وقياداته ورموزه الوطنية والعلمائية المخلصة، فإننا نُشدِّد على أن الشَّعب وفي مقدِّمته العلماء لن يتزحزحوا قيد أنملة عن حماية الدين والوطن بأغلى الأثمان، حتَّى ينعم الوطن بالأمن والاستقرار والعزَّة والكرامة لجميع المواطنين بلا فرق ولا تمييز ولا اضطهاد ولا طائفية.

والعاقبة للمتقين.