INTERNATIONAL COUNCIL
SUPPORTING FAIR TRIAL and
HUMAN RIGHTS

Registration No. : 2795

Follow us

  • rss
  • twitter
  • facebook
  • youtube
  • instagram

رغاء البعير – عبد الحميد دشتي

1432655331575847424

لست هنا في معرض الدفاع عن ايران، فالإيرانيون أولى بذلك، وإن كنت أعتقد أنهم لن يعيروا أي اهتمام لما صدر عن رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل في ما يسمى بمؤتمر المعارضة الإيرانية بقيادة مريم رجوي زعيمة " مجاهدي خلق "  المنعقد في باريس. ولو افترضنا أنهم التفتوا لما قاله فليس إلا من باب السخرية.

ولكني هنا

أحاول أن أفهم ماذا تريده السعودية بقيادتها واحتضانها لهذا المؤتمر سياسياً ومالياً وربما تعاطفاً مع رجوي التي ساندتها من أجل قيادة إيران في المستقبل في الوقت الذي تمنع فيه المرأة من قيادة السيارة وتحرمها من ابسط حقوقها .

أحاول أن أفهم ماذا تريد السعودية من إيران وهي المملكة التي تقف على حافة الهاوية وتعرف ذلك جيداً.

أحاول أن أفهم كيف سيرى العالم في عاصمة الإشعاع والنور الموقف السعودي الغريب من دعم منظمة صنفت أنها إرهابية وكل ما فعلته أنها غيرت اسمها إلى ( المجلس الوطني للمعارضة الايرانية ).

أحاول أن أفهم كيف سيزول النظام الإيراني كما توقع المفكر العبقري تركي الفيصل، ومن الذي سيزيله.

أحاول أن أفهم كيف أن السعودية لم تستفد بعد من الدرس الذي لقنها إياه الشعب اليمني.

أحاول أن أفهم كيف ترى السعودية نفسها في هذا العالم الجديد الذي لم يعد لها مكان فيه.

أحاول أن أفهم هل إلى هذه الدرجة يستغبي الفيصل العالم بعدم معرفتها لقوة إيران التي بإمكانها أن تمحو السعودية قبل أن يرتد إليه طرفه.

أحاول أن أفهم كيف تسمح السعودية لنفسها بالتدخل في شؤون دولة أخرى بينما تعترض وتلاحق كل من يبدي مجرد رأي بسياستها وممارساتها الهمجية.

أحاول أن أفهم كيف لرجل بوزن تركي الفيصل أن يضع نفسه أضحوكة أمام العالم.

أحاول أن أفهم لماذا تتحرك السعودية وبهذا التوقيت في دعم هكذا مؤتمر بينما العالم أجمع يعمل على التقريب بينها وبين إيران.

وأخيراً لم أفهم إلا أمراً واحداً وهو أن البعير حقود وعندما يزداد حقده يزداد رغاؤه.