اللوبي السعودي في الأمم المتحدة - عبد الحميد دشتي
سواء وُضع " التحالف " الذي تختصره السعودية على القائمة السوداء أو رُفع عنها فالأمر سيان. لماذا؟
عندما وضعت الأمم المتحدة قوات " التحالف " على القائمة السوداء لقتلها الأطفال كانت تريد " زكزكة " الحكم الجديد الذي أخذ يزبد ويتوعد أميركا - كراً وفراً - بسحب الودائع والأموال والاستثمارات مع أنها تعلم أنه ليس بإمكانها ذلك، فرقبتها بين الأيدي الاميركية منذ اكتشاف النفط وما صاحبه وتلاه من اتفاقيات إذعان. لكن أميركا وضعت على لسان بان كي مون ما صرح به بشأن القائمة السوداء، فهي تعلم أن العالم بدأ يضيق بها وبسياستها التي لا تنطلق إلا من مصالحها الاقتصادية على حساب الدمار والقتل والسحق الذي تمارسه أدواتها ليس فقط في اليمن بل في سورية والعراق أيضاً.
كما أن العالم يعرف أن المربع الأميركي الصهيوني السعودي الداعشي واحد في كل هذه المهمات القذرة.
وباعتبار أن الاطفال يحركون ضمير العالم المتقدم " الإنساني " فقد اكتفت الأمم المتحدة بإدانة " التحالف " ووضعه على القائمة السوداء وكان هذا نتيجة الضغوط الدولية عليها - أي الأمم المتحدة - متناسية بذلك خمس سنوات ونيف من التدمير الهائل في سورية وتشريد الملايين في كل بقاع الأرض وقتل ما يتعدى المئة وخمسين ألفاً من الشعب السوري على يد شذاذ الآفاق صنيعة أميركا وإسرائيل والسعودية، ومتناسية أيضاً المعارك التي تطحن العراق، ومتناسية القمع الذي يمارسه حكام البحرين بمساعدة السعودية.
إن وضع " التحالف " على القائمة السوداء إنما تم ليرفع بعد ذلك وأميركا وأممها المتحدة يعرفون ذلك، ولكنهما ينتظران استجداء السعودية الوهابية لهما للبرهنة بأنها ما زالت في أحضانهما وتحت رعايتهما، ولإعطاء درس للصبيان المتهورين بأن السعودية مهما جرى فيها من تغييرات فإن هذا لا يعني بأي حال أنها خرجت أو بإمكانها أن تخرج من بيت الطاعة الأميركي.
إنه اقتناص فرص وتثبيت مصالح وتأكيد المؤكد ليس إلا! وإلا ما معنى هذه المسارعة المضحكة لرفع اسم " التحالف " عن القائمة السوداء؟ فهل توقفت السعودية عن قتل أطفال اليمن؟ الجواب بكل بساطة يأتي من الميدان اليمني الباسل الذي ما زال العالم يتفرج على أشلاء اطفاله.