باكستان: مضربون عن الطعام منذ 13 يوماً بعزم راسخ لا تحركه العواصف
شيعة باكستان مضربون عن الطعام منذ 13 يوماً تحت قيادة العلماء في باكستان، وذلك بعد توتر الأوضاع في البلد إثر مقتل حوالي أربعة عشر مسلماً شيعياً في أنحاء البلد، ولاسيما في إقليم "خيبر بختونخواه"، والذين اغتيلوا هم الاساتذة والمحاميون والمحترفون والمدنيون، وقد تم اغتيال بعضهم على أيدي الجماعات المتطرفة المسلحة وبينما قتل آخرون من قبل القوات المسلحة التابعة للجيش الباكستاني، وإضافة إلى الاغتيال والقتل والتسجين والقمع تؤخذ الأراضي الممتلكة لهم في مناطق متعددة، كما تقوم به الحكومة في منطقتي جلجت- بلتستان وباراشنار (غزة باكستان).
فبعد هذا الظلم الغاشم أعلن الأمين العام لحزب "مجلس وحدة المسلمين" في باكستان العلامة راجه ناصر عباس الجعفري عن مسيرات احتجاجية ضد الحكومة لصمتها تجاه هذا الظلم والاستبداد، وجاء هذا الإعلان من سماحته بعد صلاة الجمعة في 13 من أيار الماضي، وانطلقت المسيرات الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة في العديد من المدن الباكستانية، وقادها العلماء الكبار، وقاد المسيرة في العاصمة إسلام آباد الأمين العام للحزب بنفسه، وأوضح في كلمته خلال المسيرة مطالباته الشرعية، ولكن الحكومة عندما لم تسمع إلى مطالبهم، أعلن سماحته عن الإضراب عن الطعام أمام نقابة الصحفيين في العاصمة إسلام آباد، ونصب خيمة هناك احتجاجاً على الظلم والقتل، فأخذت تفد إليه وفود ورؤساء الأحزاب السياسة والدينية والعلمانية وسائر طبقات الشعب الباكستاني من السنة والشيعة والمسحيين والسيخ، معلنين عن تضامنهم مع سماحته حتى تحقيق مطالبه الشرعية.
وبعد أيام من الاعتصام والإضراب أعلن العلامة ناصر عباس عن جمعة موحدة في العاصمة إسلام آباد أمام نقابة الصحفيين، سماها ب" جمعة المستضعفين" في 20 من أيار الماضي. وانعقدت صلاة جمعة موحدة بإمامة سماحته حيث طالب – بالشدة - من الحكومة أن تحقق مطالبه الشرعية، فبعد هذه المطالبة الشديدة قام وفد من حكومة إقليم خيبر بختنخواه يترأسها عمران خان – رئيس حزب العدالة الحاكم في ذلك الاقليم - بزيارة خيمة الإضراب، حيث وعد عمران خان سماحته خلال مؤتمر صحفي بتحقيق مطالباته الشرعية، وقال الأمين العام للحزب نحن مستمرون في الإضراب حتى تصل مطالبنا إلى حيز التنفيذ، كما أكد على ذلك خلال مؤتمرات صحفية أخرى مع رؤساء الأحزاب الأخرى (السياسية والدينية والعلمانية).
إن الأمین العام للحزب – مجلس وحدة المسلمين الذي هو حزب سياسي ديني تم إنشاؤه عام 2009 ويمثل الشعب الباكستاني عموماً والشيعة منهم خصوصاً - رجل عظيم يحب الوطن بأعماق قلبه، حريص على الإضراب عن الطعام كل الحرص وقد نحف بدنه ولكن قوى عزمه وهمته بعد مضي 13 يوماً من الإضراب
وقال سماحته متحدثاً حول رؤيته عن باكستان: نريد باكستان الحبيبة أن تكون بلداً مسلماً آمناً، لا بلداً متطرفاً ينجب الإرهاب والقتل والتطرف، ونريد باكستان الأخوة والمحبة والحرية التي أسسها القائد الأعظم محمد علي جناح، وتلك باكستان ضالتنا التي ضاعها الرؤساء الخونة والجهلة.
وأوضح سماحته في كلمة له مع الشخصيات البارزة بأننا استطعنا باسم مجلس وحدة المسلمين أن نحافظ على ذكرى شهدائنا ولا نسمح أن تذهب دماءهم هدراً، ولانتركهم أن تدفن مظلوميتهم مع أجسادهم تحت الثرى، وهذا ما تعلمنا من كربلاء، والحمد لله هذه حقيقية يتبعها الرأي العام.
وأضاف سماحته قائلاً: إن عدد الشهداء في باكستان قد تجاوز ثمانين ألف شهيد، بينهم أكثر من 22 ألف شهيد من الشيعة، واليوم نفتخر بشهدائنا ونحافظ على إحياء ذكرهم وأهدافهم، بينما شهداء أهل السنة لا وارث لهم كي يحيي ذكرهم، ولا أحد يتحدث عنهم، وقد دفنت مظلوميتهم مع أجسادهم تحت التراب.
والعدو حريص على دفن ذكر الشهداء ويحاول التخلص منهم باسم حرب النيابة بين إيران والسعودية، ويخوفنا ويحاول أن يتركنا وحيداً في المجتمع الباكستاني، واليوم قطعنا طريق العدو وأفشلنا خطته وكسرنا عظمه وعزمه وهذه مبارزة طويلة الأمد.
وأكد مراراً أننا لم نضرب عن الطعام لحقوق المسلمين الشيعة فحسب بل لحقوق جميع طبقات الشعب الباكستاني المحرومة وندافع عن مظلوميتهم إلى آخر قطرة دم ، وقال سماحته موضحاً موقفه حول قيامه بالإضراب دون الشعب: إنني تحملت المشقة ليرتاح الشعب، وقد نجحت في إيصال رسالة المظلومين إلى العالم عموماً، وإلى الشعب الباكستاني خصوصاً، واليوم الشعب الباكستاني بمختلف مذاهبه وأديانه - من السنة والشيعة والسيخ والهندوس، والسياسيين، وعلماء الدين، والعلمانيين، والناشطين الحقوقيين- يتضامن معنا ويساندنا في هذه الحركة. وهذا أدل دليل على فشل مخطط العدو.
وقد اعترف عمران خان - رئيس حزب العدالة - وحكومته بتقصيرهم وخطئهم في حق المواطينين الشيعة، ووعداً بتحقيق مطالبهم الشرعية وأخذ الأمر بالجدية.
ولكن مع ذلك القادة مع الأمين العالم للحزب مستمرون في الإضراب عن الطعام، رافضين تركه، ويبدو من ذلك أنهم يشككون في إنجاز ما وعدتهم الحكومة، لذلك مصرون على الإضراب حتى تصل المطالبات إلى حيز التنفيذ.
وكان المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان قد أشار في بيان سابق له أنّ مجلس وحدة المسلمين في باكستان على لسان الأمين العام راجه ناصر عباس أنّ الحزب مستمر في الاعتصام والإضراب عن الطعام احتجاجاً على ما حصل في مدينتي باراشنار وكراتشي من عمليات اغتيال على يد الوهابيين التكفيريين حتى لو كان ثمن هذا الاعتصام والإضراب هو السجن وذلك حتى تحقيق العدالة وإلقاء القبض على المجرمين والإرهابيين.