قبلة على جبين النصر الإلهي بقلم ماجد العلي
لم يعد ما يصدر عن مجلس الأمة ولجانه ما يثير الدهشة أو الاستغراب وهذا ما يحدث في دولة الديمقراطية المتميزة الكويت. فاللجنة التشريعية اليوم وفي اجتماع واحد قررت رفع الحصانة عن النائب الدكتور عبد الحميد دشتي مرتين ليصبح عدد رفع الحصانة خمس مرات في أقل من شهر واحد .. وستظل ممعنة في رضوخها لما تؤمر به خصوصاً إذا كان ذلك ضد النائب دشتي.. وحصراً في مجلس مرزوق الغانم الذي تشاء الصدف أن يكون بين الحاضرين في الوقت ذاته في الاجتماع التشاوري للاتحاد البرلمان العربي المنعقد حالياً والذي صدرت عنه إشادة بدور الكويت المحوري في " لم الشمل العربي " ... ومعها إشادة بدور الرئيس الافخم مرزوق الغانم!
وهذا هو العهر الديمقراطي بعينه
لن نكرر هنا ما قلناه سابقاً عن مجلس مرزوق الذي كان الأولى به لم شمل أعضائه في قضية واحدة تتعلق بالقضية العربية المركزية فلسطين، ناهيك عن قضايا أخرى ومنها محاربة الإرهاب ومكامن تصديره وتمويله واحتضانه ورعايته، فهذا من رابع المستحيلات والكل يعرف هذا جيداً.. ويعرفون أنهم ليسوا سوى مجرد دمى تحركها أصابع الانظمة التابعة لأولياء الأمر الذين يدورون في فلك المحور الصهيوأميركي والسعوديوهابي
ولكن للتاريخ ولأخذ العلم فقط لا بد أن يطلع البرلمانيون العرب على فداحة ما يقترفه مجلس مرزوق للتوضيح ليس إلا. وليعرف هؤلاء أن واحداً من أسباب رفع الحصانة عن النائب دشتي هو تقبيله لرأس والد الشهيد عماد مغنية صانع الانتصارين الوحيدين على اسرائيل في التاريخ المعاصر للعالم العربي
ولو كنا فعلاً نعيش حالة ديمقراطية حقيقية وليست صورية كما هو حالنا الآن، لتطرق ممثلو شعوب الأمة العربية إلى قضية النائب دشتي، حتى لا تتحول الاجتماعات إلى حفلات زار للمدائح والنفاق، لكننا نعلم مسبقاً أن مجالسنا تعيش أرذل العمر ولم تعد لها أي فاعلية لخدمة الشعوب المقهورة والمغلوب على أمرها. ومن هنا تبرز أهمية الهيئات والمؤسسات الشعبية البديلة التي ينتخبها الألم والوجع والقهر لتولد من رحم المعاناة بعد هذا المخاض الأليم الذي يعيشه العالم العربي
ومن هنا أيضاً وأيضاً تبرز أهمية ما يقوم به النائب دشتي في حراكه وصولاته وجولاته على مستوى المحافل الدولية وحتى على مستوى الشارعين الدولي والعربي، لكشف الزور والبهتان والاذلال وفساد الديمقراطيات التي أصبحت مجالسها مرتعاً للصوص المال العام والخاص ومنصة للوجاهات ومسرحاً لأشباه الرجال المطلية وجوههم بمساحيق الخزي والعار
ليس هذا وقت التباكي على الأطلال .. فرياح التغيير بدأت تعصف لسحق هؤلاء الممثلين ومن يديرونهم