المُطران حنّا في رسالةٍ للاتحادات البرلمانيّة الإقليميّة الدوليّة: لا تتركوا القدس وحيدةً تُواجِه مصيرها والمُتآمرين والمُخططين لتصفية ما تبقى فيها من وجودٍ فلسطينيٍّ
وجّه رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المطران عطا الله حنا، أمس الثلاثاء، نداء ورسالة عاجلة إلى الاتحادات البرلمانية والإقليمية الدولية حول ما يخطط لمدينة القدس، خاصة مسألة تصفية مدارس الاونروا العاملة في المدينة المقدسة وتداعيات هذا القرار على حياة المقدسيين الفلسطينيين
وطالب المطران في رسالته بتدخل الاتحادات البرلمانية والإقليمية الدولية بشكل مباشر لإيقاف المشروع الاحتلالي الهادف إلى إغلاق مدارس الاونروا في القدس، والتصدي لسياسات الاحتلال العنصرية في المدينة المقدسة والتي تستهدف شعبنا الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه، ولا يستثنى من ذلك أحد على الإطلاق
وناشد هذه الهيئات بضرورة التحرك السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقال: تتركوا شعبنا وحيدًا يقارع جلاديه وقاهريه وظالميه ولا تتركوا مدينة القدس وحيدة تواجه مصيرها والمتآمرين عليها والمخططين لتصفية ما تبقى فيها من وجود فلسطيني
وقال المطران حنا، في رسالته: مقدساتنا وأوقافنا المسيحية والإسلامية في خطر شديد ومؤسساتنا الوطنية مستهدفة والمناهج الفلسطينية يراد تغييرها في مدارسنا، ويراد طمس معالم مدينتنا المقدسة وتحويلنا إلى ضيوف والى أقلية في مدينتنا، وتابع: تحركوا من أجل القدس قبل فوات الأوان، فالقدس تضيع من أيدينا يومًا بعد يوم والاحتلال يسعى لإغراقنا في سياساته الاستيطانية وممارساته العدوانية غير المسبوقة والتي تزداد حدة وبشكل مستمر ومتواصل
ولفت إلى ما يُخطط لمدينة القدس وخاصة ما يُبيّت للمسجد الأقصى وللأوقاف المسيحية التي يتم استهدافها بطرق مختلفة ومتنوعة
وتابع سيادته قائلاً إنّ مدينة القدس تعاني من سياسات الاحتلال الظالمة والتي تستهدفنا كفلسطينيين مقدسيين في مقدساتنا وأوقافنا وكافة تفاصيل حياتنا في هذه المدينة المباركة التي نسكن فيها بأجسادنا ولكنها ساكنة في قلوبنا وفي ضمائرنا وفي ثقافتنا
وشدّدّ على أنّ القدس عنواننا وقبلتنا وعاصمتنا وحاضنة تراثنا الروحي والإنساني والوطني ولن يتخلى الفلسطينيون عن مدينتهم المقدسة مهما اشتدت حدة المؤامرات والمحاولات الهادفة إلى تهميش الحضور الفلسطيني فيها وطمس وتزوير طابعها وتاريخها وهويتها، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ القدس مدينة نعشقها كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين ولن تتمكن أية قوة غاشمة من اقتلاع القدس من وجداننا، على حدّ قوله
وأشار سيادته إلى أنّ ما تتعرّض له المدينة المقدسة إنمّا يعتبر كارثة حقيقية بكافة المقاييس فقد كنّا في الماضي نقول إنّ القدس في خطر واليوم نقول إنّها في كارثة حقيقية غير مسبوقة، إنها المدينة التي تسرق منا في كل يوم ويتم التعدي على مقدساتها وأوقافها وهويتها العربية الفلسطينية والمستوطنون المتطرفون يجولون ويصلون في القدس، في حين أنّ ما هو مطلوب من العرب في هذه المرحلة هو ليس الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار والتضامن بل يجب أنْ يعملوا أكثر من اجل القدس، وأنْ يتضامنوا ويتوحدوا في الدفاع عن هذه المدينة المقدسة، والمثقفين والمفكرين والأدباء والكتاب العرب يجب أنْ يكون لهم دور رائد في تذكير العرب بواجباتهم تجاه القدس بشكل خاص وتجاه القضية الفلسطينية بشكل عام
ومن الجدير بالذكر أنّ كلمات سيادة المطران عطا الله حنّا هذه قد جاءت أمس الثلاثاء لدى استقباله وفدًا من اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، الذين قاموا بجولة في البلدة القديمة من القدس حيث استقبلهم سيادة المطران في كنيسة القيامة