بــيـــــــــــــــــان
تحتفل الحركة الحقوقية والمجتمع الدولي باليوم العالمي لحقوق الانسان، في العاشر من ديسمبر من كل سنة، وذلك للوقوف على ما تحقق من انجازات والتذكير بالاخفاقات في مجال حماية واحترام حقوق الانسان عبر العالم
ان العالم وهو يحتفل بالذكرى السبعين للمصادقة على الاعلان العالمي لحقوق الانسان، كاحد اهم الوثائق المؤطرة لحقوق الانسان، و التي يجب ان يتمتع بها كل بني البشر، ليتذكر الويلات والحروب التي جرها على البشرية التنكر لهذه الحقوق عبر التاريخ البشري ولا سيما المعاصر منه
اننا كذلك داخل الحركة الحقوقية الصحراوية، ونحن نحيي هذه الذكرى لنتوقف عند حجم المعاناة والالام التي ولدتها الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها - ولا يزال - النظام المغربي ضد الشعب الصحراوي، والتي مازالت عالقة في الذاكرة الصحراوية من خلال استحضار المآسي التي واكبت الاجتياح المغربي لترابنا الوطني منذ 31 اكتوبر 1975
وبالنسبة لنا داخل رابطة حماية السجناء الصحراويين، فاننا نحيي هذه الذكرى وسط اجواء غاية في الصعوبة يعيشها المعتقلون السياسيون الصحراويون ، بفعل السياسات الشوفينية والعنصرية التي تنتهجها الدولة المغربية ضدهم، اذ ان هذه الاخيرة
وخلافا لما تكفله كافة الشرائع والوثائق والعهود الدولية من حقوق يجب ان يتمتع بها هؤلاء المعتقلون، فقد عمدت الى حرمان هؤلاء المعتقلين من حريتهم، اعتمادا على محاكمات جائرة انعدمت فيها كافة ضمانات المحاكمة العادلة
واصدر فيها القضاة احكامهم بناء على اوامر من الاجهزة الامنية المغربية التي تسعى الى الانتقام من هؤلاء، واسكات اصواتهم ونضالاتهم الهادفة الى تمتيع الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير، ولم يكن الحرمان من الحرية كافيا لاشفاء غليل هاته الاجهزة، بل عمدت الى تعميق معاناة هؤلاء المعتقلين وعائلاتهم من خلال الزج بهم في سجون بعيدة عن مقر سكنى ذويهم
والاجهاز على كافة الحقوق التي تضمنها الاعلانات والاتفاقات الدولية ذات الصلة، بل ومارست عليهم كافة اشكال التضييق وسوء المعاملة من خلال ممارساتها التمييزية والعنصرية الحاطة من الكرامة، والتي اصبحت سياسية ممنهجة من طرف ادارة السجون المغربية
وامام انشغالنا العميق بما آلت اليه اوضاع هؤلاء المعتقلين، فاننا نشيد بالمقترح الذي قدمته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، خلال جولة المحادثات الاخيرة التي جرت تحت رعاية الوسيط الاممي، والتي تهدف الى البحث عن حل سياسي لقضية الصحراء الغربية، وهو المقترح الذي يدعوا المغرب الى اطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين كبادرة حسن النية
ونعتبره كذلك بحق سيكون عاملا مشجعا على خلق اجواء متفائلة الشيء الذي يمكن ان يؤدي الى زرع الثقة والامل لدى المواطنين الصحراويين
وانطلاقا مما سبق فاننا نتوجه الى الراي العام الوطني والدولي، مطالبين بما يلي
أولاً
دعوتنا المجتمع الدولي الضغط على الدولة المغربية من اجل اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، التزاما بما تفرضه عليها التزاماتها الدولية
ثانياً
مناشدتنا كافة الضمائر الحية و خاصة المنظمات الحقوقية الدولية بالتعبئة الشاملة من اجل تحسيس الراي العام الدولي بالوضعية المزرية التي يرزح تحتها المعتقلون السياسيون الصحراويون، ودعوة الدولة المغربية الى الكف عن سياساتها الانتقامية والعنصرية ضد هؤلاء
المعتقلين
عن رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية
العيون / الصحراء الغربية
11/12/2018