علماء البحرين: جريمة هدم المساجد لا يمكن نسيانها مهما تقادم الزمن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا…) البقرة ١١٤
تمرُّ علينا الذّكرى السَّابعة لجريمة هدم المساجد في بلدنا البحرين، تلك الجريمة الأليمة العظيمة التي لا يغسل عارها ولا يذهب شنارها ولا يمكن لفاعلها الفكاك مِنْ خزيها وعذابها، ولا يمكن نسيانها أو التَّغافل عنها مهما تقادم الزَّمن ومهما حاولوا تهوينها أو تمييعها أو محوها مِنْ وجدان وضمير هذا الشَّعب المؤمن الأصيل المدافع والمضحَّي في سبيل عزَّته وكرامته ودينه وحفظ مقدَّساته وهويَّته
ففي تاريخ ٢٥/٣/٢٠١١م وفي فترة الطّوارئ التي سمّيت بالسَّلامة الوطنيّة قام النّظام الظّالم وبمباشرة مِنْ أجهزتِه الأمنيّة وأزلامها وغيرها من الطّائفيين والتّكفيريين وبمساندة ودعم مِنْ الإعلام الطّائفي التّحريضي وبحضور قوات درع الجزيرة الطّائفية التي دخلت البحرين قبل ١٢ يومًا، قام بهدم مسجد الكويكبات في منطقة الكورة واستمر في جريمة هدم المساجد حتى بلغت ٣٨ مسجدًا خلال أسبوعين تقريبًا وتلاها بعد ذلك مئات التعدّيات على المساجد والحسينيات والمقامات والمقدّسات
وبشهادة الشَّعب والمقيمين وبتوثيق الأفراد والجهات الحقوقية المحلّية والخارجية ومنها تقرير بسيوني المشهور وبإقرار النّظام الظّالم وبأعلى مستوياته قد ثبّتت هذه الجريمة، وقد حاولوا كثيرًا التّخلص أو التملّص منها ومِنْ تبعاتها وما زالوا ولكن هيهات مِنْ ذلك في قاموس شعبٍ مؤمنٍ مدافعٍ عن مقدّساتِه، فلنْ يسكت عنْ هذه الظّلامة حتّى رفعها بكاملها تمامًا وبجميع استحقاقاتها الشَّرعية والأخلاقية والقانونية
وسيبقى هذا الملف دليلًا واضحًا صارخًا من أدلّة الاضطّهاد والازدراء الطّائفي الرّسمي الممنهج من قبل السلطات البحرينية الظّالمة ضدَّ المكوّن الأكبر الأصيل في هذا الوطن، وسيبقى كذلك دليلًا قويًا ومكذّبًا لكلِّ ادعاءات السلطات مِنْ رفعها شعارات الحرّيات الدّينية والمعتقد والتّسامح الدّيني وحرّية ممارسة الشّعائر وأمثالها، ومكذبًا لكلّ الأفراد والجهات والأبواق المعيّنة والمستأجرة مِنْ قبل السلطات البحرينية لتلميع صورتها وسمعتها أمام العالم والتّاريخ
وبعد مضي سبع سنوات لم تبنَ كلّ المساجد المهدّمة كما تعهّدت السلطات الظّالمة بذلك، ومِنْ أوضحها مسجد العلويّات في منطقة الزّنج ومسجد أبو ذر الغفّاري في منطقة البربورة في النويدرات بل وحوّلت أرضه إلى حديقة ألعاب للأطفال وبعضها بني في غير موقعه الأصلي الشَّرعي ومنها مسجد البربغي ومسجد عين رستان في منطقة عالي ومسجد الإمام الحسن العسكري عليه السَّلام في الدّوار ٢٢
ولم يتم تسمية أو محاسبة ومعاقبة أيَّ فردٍ ممّن ساهم وشارك في هذه الجريمة النكراء
وستبقى كلّها استحقاقات نطالب بها ولا تنازل عنها، كما نحيّي ونساند شعبنا المؤمن في الدّفاع عن المساجد والمقدّسات والحقوق
وما ضاع حقٌّ وراءه مطالب
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
علماء البحرين
٧ رجب ١٤٣٩هـ
٢٥ مارس ٢٠١٨م